
آخر المواضيع المضافة في الدليل |
الرئيسية » المواضيع الطبيبة » رهبة المورثات الوراثية![]() ![]() |
يحضرني في هذا الموضوع الاجتماعي قول القائل "ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن" حيث تهب الرياح على مدار الساعة والأيام والسنين والعصور لتكون حائلاً لما تشتهيه الأنفس وتتمناه ليكون ما قدر الله وما شاء فعل لها أن تكون أو لا تكون لقول الله العلي القدير "وما تشاؤون إلا أن يشاء الله" ومن ذلك لا للحصر هذه الحالة الاجتماعية من تخوف توارث المورثات الوراثية وهي حالة من الحالات في السعي للزواج والتزويج ليجد أحد الساعين للزواج ضالته المنشودة من فتاة أحلامه التي تتحلى فيها معظم الصفات المحببة إليه وما يصبو إليها ما جعله يسعى للزواج منها لتهب الرياح لتحيل عقد القران منها والسبب أن لهذه الفتاه المنشودة صلة قرابة بفتاه صماء بكماء عمياء مما أدى إلى تخوف أهله من توريث هذه العاهة إلى الأبناء والأحفاد آخذين بعين الاعتبار القول بأن العرق دساس فهل من سبيل لتغيير اتجاه هذه الرياح العاتية أو توقيفها لا سيما أن ضالته المنشودة تخلو من العيوب الخلقية هي ووالديها وأخوتها وأخواتها فيما عدا صلة قرابتهم بتلك الفتاه ذات العاهة الخلقية خوفاً من أن تكون هذه الحالة حالة وراثية وقد لا تكون ، لكون أن العديد من ذوات هذه العاهة قد تزوجن وأنجبن أطفالا سليمي الحواس سواء كانوا من أباء أو أمهات من ذوات هذه العاهة أو غيرها من العاهات مما يدل على أنه ليس كل حالة من هذه الحالات راجع لمورثات وراثية وإنما قد تكون من إصابة العصب الدماغي بمرض ما للمولود وهو جنين في رحم أمه ليؤثر على هذه الحواس تأثيراً سلبياً كونه المسؤول عن وظائف السمع والنطق والبصر وقد يصاب هذا العصب الدماغي في أي مرحلة من مراحل نمو الانسان في الصغر أو في الكبر نتيجة مرض من الأمراض أو من حوادث تصادمية مرورية أو من صدمات ارتجاجية ناتجة عن قوة انفجار أو من صدمات نفسية كل منها قد تسبب مثل هذه العاهات وخير مثال على ذلك معجزة أواخر القرن التاسع عشر والقرن العشرين والمتمثلة في هيلين كيلر (Helen Keller)الصماء العمياء البكماء التي ولدت معافاه سليمة الحواس لعام ونصف لتصاب بحمى مرضية تفقدها حواس السمع والنطق والبصر لتواجه واقع حياتها منذ نعومة أظفارها إلى بلوغها الثمانين من عمرها بالمثابرة على تحصيل العلم والمعرفة بعد اكتشاف معلمتها حاسة اللمس فيها ليكون تعبيرها باللمس وقراءتها بطريقة برايل وهو ما أمكنها من تعلم أربع لغات أجنبية وتأليف عدداً من الكتب وكذلك نشر العديد من المقالات على مدار عمرها التي عاشته ليتأكد القول " لا تقل لي ولكن أرني" وقد رأينا فيها وفي الكثير من ذوي هذه العاهات ما يشحذ الهمم ويرفع المعنويات في العطاء البشري. |